بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين، ووفقهم لإكرام عباده المخلصين، وزينهم بالأخلاق الكريمة
والشيم الرضية، تأدباً بأفضل وخير البشرية، وسيد الأمة المحمدية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فقد حاز
قصب السبق في ذلك ، بأبي هو أمي.
أما بعد فإن التحاب في الله تعالى والأخوة في دينه من أفضل القربات عند رب البريات وألطف ما يستفاد من
الطاعات ،ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون المتآخون بالمتحابين في الله تعالى، وفيها حقوق بمراعاتها تصفو ا
لأخوة عن شوائب الكدورات ، نسأل الله التوفيق للخيرات .
ففي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما
تناكر منها اختلف.
قال بعض الأدباء لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرك ويستر عيبك فيكون معك في النوائب ويؤثرك بالرغائب
وينشر حسنتك ويطوي سيئتك فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك
و مما يروى عن علي رضي الله عنه قال:
إن أخاك الحق من كان معك ... ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك ... شتت فيه شمله ليجمعك.
فمن توفيق الله عز وجل للمؤمن تيسيره لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين، وابتعاده عن صحبة أهل الأهواء والبدع المخالفين.
من تلك الآداب:
- حسن الخلق: فحسن الخلق لا تخفى في الدين فضيلته، إذ ثمرته الألفة وانقطاع الوحشة، ومهما طاب المثمر طابت الثمرة.
- اختيار الموثوق بدينها وأمانتها ظاهراً وباطناً.
- الصفح عن عثراتها وزلاتها وترك تأنيبها عليها.
- عدم المواجهة بما تكره: فمن حبك إياها ألا تواجهيها إلا بما تحب.
- إظهار الفرح والبشاشة: كما قال عليه الصلاة والسلام : تبسمك في وجه أخيك صدقة .
- سلامة القلب وإسداء النصحية : فلا يحمل قلبك لأختك إلا المحبة والود ، فإن ظهر منها شيء نصحتها وذكرتها ، وهذا واجب عليك في حقها تؤثمين إن تركته .
- الإخلاص في الصحبة : أن تكوني مخلصة في صحبتك ، لا تصاحبي لمصلحة ولا لجاه ولا لمنفعة دنيوية ، بل تصاحبي وتحبي في الله .
- ترك الأذى : أن لا تؤذيها سواء بالأقوال أو الأفعال بل تكوني دائما مصدر خير لها .
- حسن الظن : فلا تسيئي بها الظن ،وتلتمسي لها الأعذار والمخارج.
- التواضع وعدم التكبر : فلا تتكبري ولا تفتخري بل تتواضعي ، فقد ذم الله المتكبرين والمتعجرفين . وما تواضع أحد لله إلا رفعه.
__________________